عـيون المها بين الرصافة والجسر
جلبن الهوى من حيث أدري ولا أدري
خـليلي مـا أحـلى الـهوى وأمـره
أعرفـني بالحلو منه و بـالمرَّ !
كـفى بـالهوى شغلاً وبالشيب زاجراً
لـو أن الـهوى مـما ينهنه بالزجر
بـما بـيننا مـن حـرمة هل علمتما
أرق من الشكوى وأقسى من الهجر ؟
و أفـضح مـن عـين المحب لسّره
ولا سيما إن طـلقت دمعة تجري
وإن أنـست لـلأشياء لا أنسى قولها
جارتها: مـا أولع الحب بالحر
فـقالت لـها الأخـرى : فما لصديقنا
معنى وهل في قتله لك من عذر؟
صـليه لـعل الوصل يحييه وأعلمي
بأن أسير الحب في أعظم الأسر
فـقـالت أذود الـناس عـنه وقـلما
يطيب الهوى
إلا لـمنهتك الستر
و ايـقـنتا أن قـد سـمعت فـقالتا
من الطارق المصغي إلينا وما ندري
فـقلت فـتى إن شـئتما كـتم الهوى
و إلا فخلاع الأعـنة والغـدر
|