ديوان العرب

أعجاز القران..قال تعالي( وما علمنه الشعر وما ينبغي له أن هو الا وحي يوحى)....صدق الله العظيم

الصفحة الرئيسية

شعر الفصحاء

الشعر النبطي

شعراء الديون

قــوافــي

 
أتـاركـة تـدللهـا النابغة الذبياني
  

أتـاركة تـدللهـا قطـام

وضنـا  بالتحيـة والكلام

فإن كـان الدلال فلا تلجي

وإن كان الـوداع فبالسلام

فلو كانت غداة البيـن منت

وقد  رفعوا الخدور على الخيام

صفحـت بنظرة فرأيت منها

تـحيت  الخدر واضعة القرام

ترائب يستضـيء الحلي فيها

كجمر النار بـذر  بالظـلام

كان الشـذر والياقوت منها

على  جيداء  فاتـرة البغـام

خلـت بغزالها ودنا عليهـا

أراك   الجزع أسفل من سنام

تسـف بريـره وتـرود فيه

إلى  دبر  النهار مـن البشام

كأن مشعشعا من خمر بصرى

نمته  البخت مشدود الختـام

نـمين قلاله مـن بيت راس

إلى  لقمان  فـي سوق مقام

إذا فضـت خـواتمه عـلاه

يبيس   القمحان  مـن المدام

علـى أنيابهـا بغريض مزن

تقبله   الجباة  مـن الغمـام

فأضحت فـي مداهن باردات

بمنطلق   الجنوب على الجهام

تلـذ لطعمه وتـخال فيـه

إذا نبهتهـا بعـد الـمنـام

فدعها عنك إذ  شطت نواها

ولجت  من  بعـادك في غرام

ولكـن ما أتاك عن ابن هند

من  الحزم الـمبين والتمـام

فـداء ما تقـل النعل منـي

إلى أعلى الذؤابـة للهمـام

ومغــزاه قبائـل غائظات

على الذهيوط في لجب لهـام

يقـدن مع امرئ يدع الهوينا

ويعمد  للمهمات العظــام

أعين على العـدو بكل طرف

وسلهبة تـجلل   في السمام

وأسـمر مـارن يلتـاح فيه

سنان  مثـل نبراس النهـام

وأنبـأه الـمنبـئ  أن حيا

حلولا  من  حرام أو جـذام

وأن القـوم  نصرهم  جميع

فئام  مجلبـون  إلـى فئـام

فـأوردهن  بطن الأتم شعثا

يصن  المشي كالحدء التـؤام

علـى إثـر الأدلـة والبغايا

وخفق الناجيات من الشـآم

فباتوا ساكنين  وبات  يسري

يقربـهم  لـه ليـل التمام

فصبحهـم بها  صهباء صرفا

كأن رؤوسهم بيض النعـام

فذاق الموت من بركت  عليه

وبالنـاجين  أظـفار دوام

وهـن كأنهـن نعاج  رمل

يسوين   الذيول على الخدام

يـوصيـن الرواة إذا  ألموا

بشعث مكرهين على الفطام

وأضحىساطعا بجبال حمسى

دقاق الترب مختـزم  القتام

فهـم الطـالبون ليدركوه

وما راموا بذلك مـن مرام

إلى صعب المقادة ذي شريس

نماه في فروع المـجد نـام

أبــوه قبلــه وأبو  أبيه

بنوا مجد الحياة علـى إمام

فدوخـت العراق فكل قصر

يجلـل خندق منـه وحام

ومـا تنفـك محلولا عراها

على متناذر الأكلاء طـام